مقدمة
لازال الإنسان مستمر في مواصلة أعماله البشعة المسيئة إلى البيئة حتى توصل إلى أكبر خطر مهددا له وللكائنات الحية جمعاء . إنه التلوث ذلك المستعمر الضخم الذي استولى على الأوساط الثلاثة ولم ينج
من ضرره أي مخلوق على سطح الأرض وقد زاده العصر سلعة وعتادا ليزيد في توسعه . فعجز عن مقاومته الكل ودخل تحت سيطرته. فهانحن على شفا جرف هار فما الحل قبل الانهيار؟
مفهوم التلوث
يقصد بالتلوث وجود نسبة كبيرة من مخلفات عمليات التصنيع والنفايات المترتبة عن استعمال مختلف الوسائل والمواد الخام وعناصر الطاقة في الطبيعة مما يعيق الحياة بصورة عادية وبمعنى آخر حدوث
اختلال في التوازن البيئي
أنواع التلوث يشمل التلوث الأوساط الثلاثة برية ومائية وجوية وله أنواع كثيرة منها :
التلوث الهوائي:
يعتبر الهواء عنصر أساسي في حياة الكائنات الحية ويتكون من الآزوت وثاني أكسيد الكربون و الأكسجين بنسبة21% لكن الإنسان بفعل تأثيره السلبي أدخل على هذه المكونات عناصر تتمثل في الجراثيم والغبار والمواد الضارة والغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون .والهيدروكربونات.وثاني أكسيد الكبريت. وأول أكسيد النتروجين, وثاني أكسيد النتروجين الناتجة عن الاحتراق غير التام
للوقود والمخلفات الصناعية كما ينتج التلوث الهوائي عن عن دخان السيارات والدراجات النارية وحرق القمامات المنزلية ورش المبيدات الحشرية .
التلوث المائي:
يعتبر الماء عنصر أساسي في تركيب الأوساط الحية ويشكل 71% من سطح الكرة الأرضية وبما أن الحياة تستحيل بدونه فإن تلويثه يشكل تهديدا لحياة الإنسان في مأكله ومشربه ويحدث تلويث
المسطحات المائية عن طريق ارساب الكثير من المواد الكمياوية نتيجة الزيادة الكبيرة في استعمال المبيدات الحشرية والأسمدة الاصطناعية في الزراعة وبتسرب البترول من ناقلاته في البحار والمحيطات
و بإلقاء نفايات المصانع وفضلات المدن المنتشرة على طول السواحل و الضفاف. وتحوي هذه البقايا على مود سامة يتسرب جزء منها إلى المياه الباطنية.
التلوث الصناعي:
إن التطور التكنولوجي الذي عرفه العصر يمكن أن يكون له تأثير سلبي على البيئة .لكونه يشكل نمطا
من التلوث هو ما يعرف بالتلوث الصناعي .الذي يتسبب فيه الإنسان بشتى الأعمال كتسرب
البترول في البحر الذي يتحول إلى أمواج سوداء تغزو السواحل وتضر بالبيئة والكائنات الحية, كما ينتج كذلك عن طرح فضلات المصانع في الأنهار والبحار وهي تحوي على مواد سامة أغلبها مركبات كيميائية تسبب موت الكثير من الكائنات الحية المائية وتؤثر على النبات وبالتالي على الإنسان في مأكله ومشربه وحتى تنفسه لأن المصانع تطرح في الهواء غازات سامة تعيق التنفس وتسبب في ا\فصابة
الزراعة مصدر الغذاء وأساس قيام الحضارات , أصبح العالم يعطيها أكثر أهمية لأنها ثروة متجددة
ومحافظة على النظام البيئي . لكن المبالغة في الأمر انقلبت إلى الضد.فأصبح الإنسان متسببا في حدوث تلوث زراعي بسبب الاستعمال المكثف للأسمدة و المخصبات الزراعية والمبيدات الحشرية التي تحملها مياه الري فتلوث الأنهار ومياه السدود وحتى المياه الجوفية.,بتسربها لها عبر طبقات الأرض . كما
يتسبب الاستعمال المكثف للأسمدة في تلوث الهواء والتربة. وبناءا على ذلك فالتلوث الزراعي خطر
على البيئة والكائنات الحية بما فيها الإنسان.
القمامات المنزلية: إن من أكبر ما يسبب في التلوث تلك القمامات المنزلية التي ترمى باستمرار فتتراكم وتتعفن ,وعندما تلقى عليها أشعة الشمس أو تحرق في الهواء الطلق تنتشر منها غازات سامة وفضلات تنقلها المياه إلى البحار والمحيطات والجيوب المائية فتلوثها .والقمامات المنزلية بتأثيرها تسبب تلوثا في كل الأوساط , برية ومائية وجوية وتعرض البيئة إلى اختلال التوازن و تضر بكل الكائنات الحية ومن
الدرجة الأولى الإنسان الذي يصاب بالكثير من الأمراض الناتجة عن التلوث والتي تؤدي به إلى الموت.
أضرار التلوث:
تنجر عن التلوث أضرار كثيرة منها :
- ظهور الأمراض التنفسية والجلدية مثل سرطان الجلد
- موت عدد كبير من الكائنات الحية .
- انتشار أمراض تهدد حياة الإنسان مثل التيفويد والكوليرا .والبلهارسيا.
- اختناق السكان والموت أحيانا( مرض الربو ) خاصة في المدن الصناعية ذات النسبة العالية من التلوث.
- سقوط الأمطار الحمضية التي تسبب إتلاف المحصول الزراعي .
- تحول بعض الشواطئ إلى بقع زيتية غير صالحة للسباحة وتهديد حياة الكائنات البحرية .
- حدوث ثقوب في طبقة الأزون . مما يسمح بمرور الأشعة فوق البنفسجية التي تضر بالإنسان والطبيعة( أمراض جلدية ,ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها الطبيعي )
مكافحة التلوث.
توجد حلول تمنع حدوث التلوث ,وتقلل منه ومنها :
- ابعاد المصانع عن المدن والتجمعات السكانية
- جعل موقع المصانع قي ظل الرياح التي تهب على المدينة .
- وضع أجهزة تنقية الغازات قبل انتشارها في الجو.
- رمي القاذورات و الأوساخ في الأماكن الخاصة بها .
- إصلاح قنوات صرف المياه باستمرار.
- المساهمة الفعالة في الحملات التطوعية التي تنظمها لجان الأحياء لتنقية البيئة .
التلوث طاعون يصيب البيئة
إن التلوث يتكاثر في البيئة تكاثر الطاعون في جسم المصاب, حيث تجري الأبحاث لمكافحته ووجود
حل للحد منه لكن ما يمكن أن يتوصل إليه العالم هو الوقاية منه . والوقاية منه تكون باجتناب مسبباته لأن الصراع بين التلوث صراع دائم مادامت هناك مسببات.
والإنسان هو المتسبب الرئيسي في التلوث , وهو المسؤول الوحيد على حماية البيئة. وتكمن حماية البيئة في الحرص على نظافتها. ويرتكز ذلك على الحس الجمالي ,ووجود شخص يحب النظافة ويأنق بها في
بيئته التي يعيش والبيئات الأخرى من حوله .
4 تلوث التربة :
تتلوث التربة بعدة طرق منها:
- استعمال المبيدات على اختلاف أنواعها يؤدي إلى تلف سطح التربة
- إلقاء الفضلات والمخلفات الصناعية غير المعالجة
- التلوث النووي
- مواد البلاستيك غير القابلة للتحلل
- إلقاء النفايات البشرية والفضلات الحيوانية
- تجمع الأملاح تحت الأرض وظهورها على السطح بسبب رداءة عملية الري والصرف يقلل من خصوبتها
- إزالة الغابات وحرق الغطاء الكثيف وحرق الحشائش في الأراضي الطبيعية يعرض التربة إلى الانجراف وبالتالي تفقد خصوبتها ويقلل من إنتاجها
- إزالة الأشجار من مساحات كبيرة مع إزالة الأملاح الغذائية مع النباتات يؤدي إلى أن تخن التربة أكثر ويزداد تسرب الماء حتى تعرى التربة فإن جزء منها يتصلب وتصبح فيها الزراعة غير ممكنة وتكون النتيجة النهائية هي التصحر