:cyclopتحدث الدكتور جاك مارديني نائب رئيس جامعة الفرات عن أهمية وخطورة موضوع التلوث البيئي في محاضرته التي ألقاها أمام طلاب جامعة الفرات وجاء فيها إن تلوث البيئة ظاهرة خطيرة ومصادرها كثيرة
دخلت على الإنسان من مختلف جوانب حياته ، حتى ليكاد يعجز عن درء أخطارها التي تغلغلت في كل مجال مع تيار المدينة الدافق بخيره وشره ليس هناك مصدر واحد للتلوث بل هناك مصادر كثيرة منها تلوث الهواء ، تلوث المياه ، تلوث التربة ... وكل هذا التلوث الإنسان هو المسؤول عنه وهو الذي يسبب لنفسه الخطر ولهذا فإن البيئة تحتاج إلى أناس يحبونها ويعرفون العناية بهاجيداً فكل مكان توجد فيه النفايات والفضلات فهو نوع من التلوث وكل دخان منتشر في الهواء فهو نوع آخر من التلوث وكل ماء ملوث متجه نحو النهر فهو نوع جديد من التلوث وكل مبيد يرش فهو ملوث للهواء فهذا الإفساد البيئي ما ظهر منه وما بطن سنورثه كرهاً لأجيال من بعدنا لنودي بها للتهلكة البيئية التي ستظل شبحاً يؤرقها لأن هذه الملوثات التي تصيب الأرض سيمتد مفعولها لعقود أو قرون وقد تغلغلت في المأكل والمشرب والتربة والمياه والهواء بعدما ألقينا بكل مظاهر الحياة في التهلكة البيئية لنصلى بجحيمها جيلاً بعد جيل لأن إسرافنا في ظهور هذه الملوثات ليس له حد لا يتخطاه أو مدى يقف عنده حتى أصبح يهدد الموروث الحضاري والجيني لكل الكائنات وقد أحدثت الملوثات خلال القرن الماضي ما لم يحدث منذ ملايين السنين منذ أن ظهرت الحياة فوق الأرض ، من هذا المنطلق اهتمت جميع دول العالم بموضوع البيئة وبالتالي جميع المنظمات العالمية وفي مقدمتهم الامم المتحدة و مجلس الأمن .
من هذه المقدمة البسيطة يجب أن تدركوا مدى أهمية وخطورة موضوع البيئة وعلى فكرة أن البيئة ليست مشكلة حديثة بل هي مشكلة قديمة ولكن مع مرور الزمن ومع التطور التكنولوجي والتقني والصناعي والتزايد السكاني وازدياد حاجات البشر من كافة النواحي أدى إلى بروز هذه المشكلة وبالتالي أصبحت تهدد المجتمعات العالمية وعليه سارع الجميع لعقد الندوات والمؤتمرات واستصدار أنظمة وقوانين وتشريعات واتفاقيات من انعكاسات مشاكل ( البيئة عليهم) فمواضيع البيئة عديدة ومتنوعة فهي تشمل كافة نواحي الحياة من هذا المنطلق هناك الآن تركيز على تدريس مقرر البيئة في كافة مراحل الدراسة الأساسية وحتى الجامعية كل حسب اختصاصه فلا يوجد اختصاص محدد للبيئة بل جميع الاختصاصات لها انعكاسات على البيئة وعليه يجب التركيز في المستقبل على تدريس هذا المقرر لكافة الاختصاصات في الجامعة وتوضيح هذه الانعكاسات السلبية على البيئة من أجل الحد منها وتناولها إن النظم البيئية تؤثر مع الزمن على سلوك الانسان وذهنيته لأن البيئة ليست مصدر عيش الانسان ورزقه فحسب بل هي أيضاً منبع إلهام وإبداع تقاضي متكامل وتطرح اليوم بإلحاح مسألة تحقيق التوازن بين الفائدة المرجوة من الاستثمارات المختلفة وتأثيراتها السلبية المرافقة وكشف وتقويم انعكاساتها على قانونين مرتبطين عضوياً : المادي الفيزيائي من هواء وماء وتربة والمعنوي مما ينعكس في السلوك الاجتماعي والفكري والثقافي يؤكد مما سبق أن التنمية المستدامة المنشودة تفرض مسؤوليات أوسع على صانعي القرار ما يستدعي إطاراً مؤسسياً يغلب المصلحة العامة على المنفعة الآتية فننظر أولاً إلى :
تلوث الهواء :
يمكن التعبير عن تلوث الهواء بوجود ملوثات في الغلاف الجوي بكميات ولفترات تضر بصحة الإنسان والبيئة .
وتعد وسائل النقل ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والصناعة وحرق النفايات الصلبة من أهم مصادر توث الهواء .
كما إن تلوث الهواء لا يقتصر على المصادر التي صنعها الإنسان فالملوثات الطبيعية للهواء لها أيضاً مخاطر على صحة الإنسان ومنها رماد البراكين وحبوب الطلع والغبار والدخان المتصاعد من حرائق الغابات .
وقد أظهرت أغلب الدراسات أن تراكيز ملونات الهواء تفوق وبمرات عديدة الحدود السموح بها وفي أحيان عديدة تصل إلى درجة الخطر وحتى نستطيع التغلب والحد من هذا الكابوس يجب الاهتمام :
1- بالأنظمة المرورية من أجل الاختناقات في أوقات الذروة
2- إمكانية الاعتماد على الغاز الطبيعي في سيارات النقل والصناعة
3- تقييم الأثر البيئي والمراجعة البيئية عند ترخيص أي منشأة صناعية للحد من إمكانية حدوث التلوث
4- تشجيع ودعم استخدام الطاقات المتجددة ( الشمس ، الرياح المياه ، ...) بدلاً من الاعتماد على الوقود .الطاقة الشمسية
5- الاهتمام بالمساحات الخضراء وزراعة الأشجار وإقامة الحدائق التي تلعب دوراً أساسياً في تنقية الهواء .
( من خلال الاهتمام بالمخطط التنظيمي ) .
تلوث المياه :
المياه العذبة هي المياه التي يتعامل معها الإنسان بشكل مباشر لأن يشربها ويستخدمها في طعامه الذي يتناوله . وقد شهدت مصادر المياه العذبة (سطحية كانت أو جوفية ) تدهوراً كبيراً في الآونة الأخيرة لعدم توجيه قدراً وافراً من الاهتمام لها . ويمكن حصر الاسباب التي تتسبب في حدوث مثل هذه الظاهرة .
1- استخدام خزانات المياه في حالة عدم وصول المياه للطوابق العليا والتي لايتم تنظيفها بصفة دورية الأمر الذي يعد في غاية الخطورة .
2- إشكاليات معالجة مياه الصرف الصحي والتخلص من مخلفاته
3- التخلص من مخلفات الصناعة بدون معالجتها وإن عولجت فيتم ذلك بشكل جزئي .
4 -نتيجة الاستخدام المبيدات الحشرية في الزراعة فإنه تتسرب بعض المعادن إلى المياه الجوفية ( الحديد - المنغنيز ...الخ ) .
أما آثار التلوث على صحة الانسان:
أبسط شيء يدمر صحة الانسان على الفور من خلال إصابته بالامراض المعوية ومنها :
1- الكوليرا 2- التيفوئيد 3- الالتهاب الكبدي الوبائي 4 - الملاريا 5- البلهارسيا 6- أمراض الكبد 7- حالات تسمم .
كما لايقتصر ضررة على الانسان ومايسببه من أمراض وإنما يمتد ليشمل الحياة في مياه الانهار والبحيرات حيث أن الأسمدة ومخلفات الزراعة في مياه الصرف تساعد على نمو الطحالب والنباتات المختلفة مما يضر بالثروة السمكية ( لأنها تحجب الضوء والأوكسجين ) .
تلوث التربة :
يشكل تلوث التربة جانباً هاماً من جوانب شكلية التلوث البيئي بسبب تدخل الانسان بغرض زيادة انتاجية الأراضي الزراعية وإن الملوثات التي تختلط بالتربة الزراعية تفقدها خصوبتها : وتؤثر تأثيراً سيئاً فيها حيث تتسبب في قتل البكتريا المسؤولة عن تحليل المواد العضوية وعن تثبيت عنصر النتروجين ومن مظاهر تلوث التربة وفسادها أو ارتفاع نسبة الاملاح فيها عن المعدل حيث يؤدي ذلك القضاء على الغطاء النباتي الطبيعي لينمو من ذلك نباتات شوكية تستطيع التحمل الظروف القاسية .
ومن أهم ملوثات التربة :
1- النفايات الصلبة والفضلات المنزلية
2- المبيدات والأسمدة الكيميائية
3- المعادن الثقيلة .
الضجيج :
( التلوث الصوتي )
هو أشد أنواع التلوث إيذاء لسلامة الانسان الجسدية والعقلية وهو أبرز مظاهر التلوث التي تتحيط بالانسان اليوم ومسبب رئيسي للعديد من الامراض الناتجة عن الذبذبات الصوتية وما تعكسه تلك الذبذبات من أثر سلبي على صحة الانسان فقد قدر عدد الوفيات بالضجيج في الولايات المتحدة الامريكية عام 4991 بـ 25 ألف متوفي 62 % منهم من مرضى القولون العصبي والباقي ممن يعانون اضطرابات في جهازهم العصبي والحركي .
وقد أكدت دراسة أجراها معهد أبحاث البيئة في العاصمة الألمانية أن الضجيج الصادر عن المواصلات العامة لايستبب فقط في تلف الاعصاب بل يتسبب بأمراض القلب أيضاً .
وذكرت الدراسة أن السائقين الذين يعملون في شوارع مزدحمة ويتعرضون للضجيج وكذلك سكان المنازل المطلة على الشوارع المزدحمة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمرض القلب .
كما تبين أن ارتفاع مستويات الضجيج المنزلي بسبب أجهزة التلفاز والراديو وسواها من مصادر الضجيج يزيد من عوامل الاستثارة في الجسم ويخلق التوتر العصبي العام .
وتجنباً للآثار السلبية التي يخلفها الضجيج والأصوات المرتفعة يجب خلق أجواء من الراحة والسكون النسبي .
s: